حقيــــــــقة الاسلام

السلام عليكم،

لقد إتخذت قرار منذ مدة أن لا تكتب عن السياسة مجددا للمحافظة على الهدف الأساسي و هو التعريف بسيرة نبينا عليه الصلاة و السلام، و لكن ما تشهدهالدول العربيةالآن، من بوادر حرب أهلية يحتم علينا تحكيم العقل و التفكير بترو في كل ما نقوله و ما نقوم به، فقد قال الله تعالى ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) لذلك، كل ما نقوله قد يؤثر سلبا في علاقتنا كمجتمع، و قد يذكي نار الفتنة القائمة بيننا كإخوة، فنحن قبل هذه الثورات كنا شعوبا متماسكة و ثرنا في وجه الظلم، فلماذا الفرقة الآن؟ لا يمر يوم بغير شتم و سب و عنف و حتى قتل، فهل هذا هو الإسلام؟ هل هذه مقاصد رسالة نبينا عليه الصلاة و السلام؟ فلقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام أفضل؟ فقال رسول الله : (مَنْ سلم المسلمون من لسانه ويده)..... ،
و ما نشهده اليوم من لغو و كثرة في الكلام و قلة في عمل الخير هو سبب من أسباب التناحر، فمن صفات المؤمنين أنهم يبتعدون عن اللغو في الكلام، فقد قال الله عز وجل: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامً} [الفرقان: 72]... وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت)... أنصح كل مسلم يريد إتقاء الفتنة بتجنب الخوض في مسائل السياسة كثيرا و أن يحكم عقله...، قال الله تعالى {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}، أخيرا أدعو كل عاقل أن يقوم بواجبه للتخفيف من التشنج و التعصب الذي يسود أبناء وطن واحد، فقد يحصل ما لا يحمد عقباه،